بقلم عبد الرحمن رزق

الاكتئاب ليس مرضًا ضعيفًا أو شيئا من السهل التخلص منه كالحزن، ويعرف بأنه الاضطراب الاكتئابي الحاد، وهو مرض يصيب الجسم والنفس معًا، فهو يؤثر على طريقة التصرف والتفكير ومن الممكن أن يؤدي إلى العديد من المشاكل الجسمانية، فعادة لا يستطيع الأشخاص المصابون به الاستمرار في ممارسة حياتهم اليومية المعتادة، حيث إن الاكتئاب يسبب لدى المصابين به شعورًا بانعدام الرغبة في ممارسة أي نشاط اجتماعي أو حتى عائلي بالتالي تنعدم الرغبة في الحياة، كما أن الاكتئاب ليس مرضًا نادرًا أو قليلون المصابون به، هفو يعد أحد أكثر الأمراض الموجودة والمنتشرة في العالم في العصر الحديث، فهو بلا منازعٍ مرض العصر.

الفرق بين الاكتئاب والحزن العابر

1- في حالة الحزن فإن المشاعر المؤلمة تأتي في صورة مؤقته وتكون ممتزجة بذكريات إيجابية لشخص مفقود أو متوفي مثلا، أما الاكتئاب فتصحب هذه المشاعر سوء المزاج وفقدان الاهتمام والشغف تجاه أي شيء.

2- في حالة الحزن فإن الشعور بالثقة بالنفس وتقدير الذات يكون طبيعيًا، لكن عند الشخص المصاب بالاكتئاب فإن الشعور بعدم القيمة وكره الذات يغلب على المصاب.

3- الشعور بالأسى الناتج عن الحزن غابًا ما يزول بعد عدة أيام أو أسابيع، أما الاكتئاب فيستمر مع الشخص طويلًا ولا يزول إلا بالعلاج.

4- عمل تغييرات بسيطة في حياة الشخص الحزين لحل المشكلة التي تواجهه أو التحدث مع صديق قريب أو الحصول على بعض الراحة قد تجعل حالته المزاجية تتحسن، بينما الاكتئاب يجعل حالت الشخص المزاجية تظل منخفضة بالرغم من توافر كل سبل الراحة للمصاب به.

5- على الرغم من تداخل أعراض الاكتئاب والحزن لكنهما مختلفان كليًا، لذا من المهم استشارة طبيب نفسي للتمييز بينهما، ولتحديد الدعم أو العلاج الذي يحتاجه الشخص، فليس كل شخص حزين مصاب بالاكتئاب.

كيفية التعامل مع الاكتئاب

من المعروف حاليًا أن غالبية العاملين في مجال الصحة المعالجين لحالات الاكتئاب، يتعاملون معه كمرض مزمن يتطلب علاج طويل المدى، تمامًا كما يتم التعامل مع الأمراض المزمنة كالسكري أو مع ضغط الدم، فبعض المصابين بمرض الاكتئاب يتعرضون لفترة واحدة فقط من المرض، لكن لدى الغالبية فالمرضى تتكرر أعراض وقد تستمر مدى الحياة، لكنه عن طريق التشخيص والعلاج السليم يمكن التقليل من بعض أعراض الاكتئاب، حتى ولو كانت أعراض الاكتئاب حادة.

أما أعراض الاكتئاب 

فقدان الرغبة في ممارسة الحياة اليومية الطبيعية
العصبية الدائمة
الإحساس بعدم وجود الأمل في أي شيء
نوبات هيستيرية من البكاء بدون سبب واضح
الأرق واضطراب في النوم
عدم القدرة على التركيز
صعوبة اتخاذ القرارات المصيرية والعادية
نقصان أو زيادة في الوزن غير معتمدة على كمية الأكل
قلق وضجر عام
الإحساس المفرطة التي تؤدي للشعور بالخزي
تعب أو وهن عام في الجسم
إحساس بانعدام القيمة
انعدام الرغبة الجنسية
أفكار انتحارية قد تتطرق إلى محاولات للانتحار
مشاكل جسدية غير معروفة السبب
صداع مستمر
فأعراض الاكتئاب متنوعة ومختلفة، لأنه يظهر بأشكال عديدة عند الأشخاص، فعلى سبيل المثال، قد تظهر أعراض الاكتئاب لدى شخص في العشرينات وتكون مختلفة عن شخص آخر قد تجاوز الخمسين من عمره، وقد تظهر لدى بعض المصابين به أعراض حادة للغاية لدرجة واضحة تشير بأن شيئا ما ليس على ما يرام، وأنهم فقط يريدون إنهاء حياتهم بسبب معاناتهم.

أهم الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة الاكتئاب

تشير الأبحاث الحديثة إلى العديد من العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بالاكتئاب، ومن بينها:
وجود بعض الأقارب المصابين به
وجود حالات انتحار عديدة في العائلة
وجود أحداث مسببة للتوتر في حياة الفرد، مثل وفاة شخص عزيز أو مرضه
وجود أمراض، مثل السرطان، الزهايمر، أمراض القلب، الإيدز
تناول لأدوية معينة مثل أدوية ضغط الدم أو حبوب منوّمة وأيضًا حبوب منع الحمل.

طرق علاجه

١-المعالجة الدوائية
٢-المعالجة النفسانية
٣-المعالجة بالتخليج الكهربي
كما يوجد طرق أخرى لعلاج حالات الاكتئاب لم تصل بعدُ إلى اليقين مثل الطرق المقبولة المذكورة سابقًا، ومن بينها:
-التنبيه أو التحفيز الدماغي
-علاجات بديلة ومكمِّلة
– كما أنه يوجد حالات معيّنة يستطيع طبيب العائلة فيها علاج الاكتئاب بنفسه بلا علاجات أخرى

ولكن في أغلب الحالات، يجب الاستعانة بمعالج أو طبيب نفساني مؤهّل لعلاج حالات الاكتئاب، ومن المهم أيضًا أن يكون للمريض دور فعّال في علاج نفسه، فبالتعاون والعمل المشترك بينه وبين الطبيب المعالج يستطيع الطبيب أن يقرر مع المريض نوع العلاج الأكثر ملاءمة لحالة الشخص، مع الأخذ في الاعتبار درجة حدة الأعراض وماهيتها، وأيضًا لمناقشة الخيار الشخصي للمريض وقدرته على دفع تكاليف علاجه، وتوضيح الأعراض الجانبية للعلاج بجانب وعوامل أخرى، ومع هذا فثمة حالات يكون فيها الاكتئاب صعبًا وحادًا لدرجة تفرض على الطبيب حتمية متابعة العلاج الخاص بالمريض ومراقبته عن كثب شديد، إلى أن المريض عافيته ويصل إلى وضع يستطيع أن يشارك فيه بفاعلية في عملية اتخاذ القرارات، وممارسة حياته اليومية.

لقراءة مقال”الرهاب الاجتماعي أو القلق الاجتماعي أعراضه والطرق الرئيسية لعلاجه ” .. اضغط هنا

• الصحة والجمال