ثاني أكسيد الكربون بالتفصيل وتعرف لأول مرة على تقنية تحويله لمادة صلبة

بقلم إسلام غريب

غاز ثاني أكسيد الكربون هو مركب كيميائي يتكون من عنصرين وهما الأكسجين والكربون ويأخذ الصيغه الكيميائيه CO2 ويكون على شكل غاز عديم اللون تحت الظروف القياسية من الضغط ودرجة الحراره كما أنه غير قابل للاشتعال وسهل الانحلال بالماء.

والجدير بالذكر أنه يشكل  0.04%حجما من الغلاف الجوي، ويعد وجوده كعنصر أولي في استمرار الحياة على الأرض كمصدر للكربون وهو أيضا أحد الغازات الدفيئة الهامة.

تفاجأ العلماء الذين وصفوا لأول مرة تأثيره في المناخ في خمسينيات القرن التاسع عشر إذ توصل كلا من “جون تيندال” في إنجلترا و”اونيس فوت” في الولايات المتحدة إلى أن غاز ثاني أكسيد الكربون وبخار الماء وغاز الميثان تمتص جميعها الحرارة رغم أنها توجد بكميات قليله في الغلاف الجوي في حين أن الغازات الوفيرة لا تمتصها وتوصلا إلى أن هذه الغازات مسئولة عن الحفاظ على درجة الحرارة والتي مكنت من الاستمرار على الأرض وذلك من خلال حفظ الحرارة.

ومن العجيب أن تركيزه قد وصل إلى مستوى أعلى من أي وقت مضى في تاريخ البشرية واتفق العلماء على أن متوسط درجة حرارة سطح الأرض قد ارتفع بنحو درجتين فهرنهايت أي درجة واحده مئوية منذ ثمانينيات القرن التاسع عشر ويرجع السبب الحقيقي وراء زيادة نسبة غاز ثاني أكسيد الكربون إلى الأنشطة البشرية المختلفة وإن لم تتخذ التدبير الازمة لتقليل انبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون فقد يصل تركيزه إلى 0.1%بحلول 2100 أي أكثر بثلاثة أضعاف من مستواه قبل الثورة الصناعية وسيكون لهذا التغير عواقب وخيمة على التغير المناخي على سطح الأرض.

على الجانب الآخر يعد من الغازات التي تؤثر زيادتها سلبا على الإنسان في أشكال متعددة من الآثار الجانبية، والتي يمكن تقسيمها إلى آثار قصيرة المدى، والتي تحدث عند استنشاق غاز ثاني أكسيد الكربون خلال وقت قصير بمستويات عالية مما يؤدي إلى الاختناق عن طريق استبدال الهواء بغاز ثاني أكسيد الكربون وأيضا التعرض للصداع والدوار وعدم وضوح الرؤية وممكن أن يصل تأثيره إلى فقدان الوعي.

آثار طويلة المدى وتحدث عند استنشاقه بكميات قليلة ولكن بشكل منتظم مما يؤدي إلى تغير عمليات الأيض داخل الجسم وتغيرات في كالسيوم العظام.

الحد من انبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون

توجد مجموعة من الإجراءات اللازمة للحد من انبعاثه من أجل المحافظة على البيئة وصحة الإنسان ومنها :

_التقليل من استخدام السيارة الخاصة واستخدام وسائل النقل العام أو اللجوء إلى المشي إن أمكن

_ استخدام بدائل الطاقة النظيفة مثل طاقة الرياح والشمس

_إعادة تدوير المواد البلاستيكية

_ الإكثار من الأشجار والمساحات الخضراء حيث إنها تمتص ثاني أكسيد الكربون وتنتج الأكسجين.

تحويل غاز ثاني أكسيد الكربون لمادة صلبة

تمكن فريق من الباحثين من المعهد العالي للعلوم والتكنولوجيا RMIT في أستراليا من تطوير تقنية جديدة وفعالة وهي تحويل غاز ثاني أكسيد الكربون إلى جسيمات صلبة من الكربون “الفحم” مما يعني التخلص منه بطريقة آمنة والحد من آثاره الجانبية على البيئة والإنسان.

وتعتمد هذه الطريقة على ضغط غاز ثاني أكسيد الكربون في شكل سائل ونقله إلى موقع مناسب وتخزينه تحت الأرض وكما يرى الباحث من جامعة “RMIT” البروفيسور توربين داينيكي torben daeneke أن هذه الطريقة لتحويل غاز ثاني أكسيد الكربون لمادة صلبه تقدم حلولا أكثر استدامه في المستقبل لكنها تتطلب طاقة وحرارة عالية وهذا الأمر غير مجدِ اقتصاديا.

لقد طورت كبيرة الباحثين في الدراسة دكتوره دورنا اسرافيلزاده Dorna esrafilzadeh التقنية الكهروكيميائية لالتقاط وتحويل غاز ثاني أكسيد الكربون إلى مادة صلبة من الكربون قابلة للتخزين وقام الباحثون بإنتاج محفز من المعدن السائل يتمتع بخواص سطحية جعلت له كفاءة عالية عند تطبيق الكهرباء عليه وذلك لتنشيط السطح كيميائيا وقد تمت إذابته في وعاء مملوء بمحلول كهرليتي مع كمية صغيرة من المعدن السائل وتم تمرير التيار الكهربي، فبدأ ثاني أكسيد الكربون بالتحول ببطء إلى رقائق صلبة من الكربون والتي ستنفصل بشكل طبيعي عن المعدن السائل مما يسمح بالإنتاج المستمر للمواد الكربونية الصلبة مما يمكن استخدامها في وسائل النقل كأحد مكوناتها وأيضا يساهم في الحصول على الوقود الصناعي كمنتج ثانوي ومن ثم استخدامها في صناعات عديدة.

لقراءة مقال”تنين الكومودو … أشرس السحالي على وجه الأرض” اضغط هنا

2 2 votes
Article Rating

Subscribe
نبّهني عن
guest
1 تعليق
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
trackback

[…] لقراءة مقال”ثاني أكسيد الكربون بالتفصيل وتعرف لأول مرة على تقنية تحويله لمادة صلبة” اضغط هنا […]

13 أغسطس، 2020

سناء شافع وأسرار عن حياته العاطفية

جميع الحقوق محفوظة

1
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x