الصبر هو تلك المقدرة على تحمل الأمور دون فقدان السيطرة على أنفسنا، هو تقبل الهموم والأحزان والمشاكل برحابة صدر تكفي للخروج منها أو حلها، هو ذلك الرضا الذي يملأنا فيعطينا القدرة على الانتظار آملين أن يكون القادم أفضل، هو تلك الابتسامة الهادئة التي تتجسد على شفتينا أمام كل تلك الأمور المزعجة التي نتعرض لها يوميا الصبر هو سيطرتك على غضبك الجامح تهورك المدمر هو هدوءك وجلدك في ذلك الوقت الذي يصعب فيه أن تكون هكذا، ولكي تتعلم كيف تكون صبورا فأنت تحتاج إلى الجهد والمثابرة وترويض النفس بقوة.
1)تحكم في غضبك: لكي تكون صبورا يجب أن تتعلم أن تتحكم في نوبات غضبك، فالغضب هو أهم أبواب نفاذ الصبر فعندما تشعر أن صبرك بدأ ينفذ أو أن غضبك سيسيطر عليك اترك المكان إن كان ذلك ممكن وابتعد قدر المستطاع عنه وإن لم تستطع ذلك خذ نفسا عميقا ولا تفكر في أي شيء فقط افصل نفسك عن المكان ولو في خيالك صفِ ذهنك وركز على تنفسك سيجعلك هذا أكثر هدوءً ويقلل من توترك ويعطيك فرصة للتفكير ووقتا كافيا قبل أن تتسرع وتندم.
2)حدث نفسك: نعم قد يبدو الحديث مع النفس جنونيا قليلا ولكنه فعال جدا في كثير من الأمور فهو يجعلك تتخلص من كل الأفكار السلبية التي تضايقك وتزعجك بمناقشتها وإخراجها من عقلك، وهذا يجعلك أكثر هدوء لذا اسأل نفسك هل الأمر يستحق أن أفقد سيطرتي على نفسي؟ هل الغضب سيحل الأمر؟ ما هو أفضل حلا للخروج من ذلك الموقف الذي يزعجني وهكذا.
3)الرضا: من أهم مفاتيح الصبر هو الرضا ولكي تكون صبورا يجب أن تتعلم كيف ترضى وهنا يجب أن تفرق بين الرضا والاستسلام بسبب العجز والضعف، فالرضا هي تلك الفرصة التي تعطيها لنفسك لكي ترى الأمور من منظور آخر غير منظورها السيء فكل شيء حدث لسبب لحكمة ودرس معين وعندما ترضى فأنت تسمح لنفسك بتعلم ذلك الدرس وبالتالي التغيير للأفضل .
4)لا وجود للكمال: تقبل أن الأشياء لن تأتيك كاملة فلا وجود للكمال وتأكد أن الأشياء جميلة بنقصها الذي سيكمله رضاك وتقبلك لها، تقبل عيوب الآخرين وانظر لمميزاتهم التي تجعلك تستطيع أن تكمل معهم الطريق فهذا سيجعلك أكثر راحة وسعادة.
5)كن مرنا: لن يسير كل شيء كما تتوقع وسيفاجئك القدر بالكثير لذا كلما كنت مرنا كلما استطعت التأقلم أسرع وبالتالي استغلال الوضع لصالحك أو على الأقل الخروج بأقل الخسائر.
6)لا تتعجل: لكي تتعلم كيف تكون صبورا يجب عليك أولا أن تؤمن إيمانا تاما أن هناك أشياء بل الكثير من الأشياء في الحياة لا تأتي بين ليلة وضحاها وهذا سيغير نظرتك للأمور واعلم جيدا أن ما يأتي سريعا سيذهب سريعا على عكس تلك الأشياء التي تأتي بالكثير من الجهد والانتظار فتعلم قيمتها وتقدرها وتتذوق لذة الوصول إليها وكأنها شيء ثمين.
7)كن متفهما:ضع نفسك مكان الآخرين وحاول أن تفهم مشاعرهم وسبب أفعالهم لعلهم يكونوا على بعض الحق أو على الأقل سيجعلك هذا متفهما لأفعالهم وبالتالي تكون صبورا أكثر معهم ومراعيا لهم.
8)ابتعد عن كل ما يثيرك: حاول أن تبتعد عن هؤلاء الذين يتعمدون استفزازك وإخراجك عن مشاعرك ولا تجلس في مكان لا يشعرك بالراحة أو يشعرك بالضغط حتى لا تفقد سيطرتك على نفسك.
9)لا تهتم بالأمور الصغيرة: هناك أمور لا يجب أن تضعها في حسبانك لأنها ستكون مجرد عامل ضغط على نفسيتك وستستنفذ طاقتك لذا لا تعطِ الأمور أكثر من حجمها فأنت لن تستطيع أن تتحمل كل شيء وستنفجر في نهاية المطاف.
10)راقب نفسك: تعلم أن تراقب نفسك وردود أفعالك وكلماتك وقم بتقييمها ثم حاول تغييرها للأفضل في المرة القادمة.
11)التدوين: تظل الكتابة هي السحر الذي يشفى صدرك مما يجيش فيه من مشاعر ضيق أو غضب فتضع يدك على السبب وتعمل على علاجه وهذا سيجعل صدرك رحب فأنت تفرغ ما يضايقك أول بأول وبالتالي تكون أكثر صبرا.
الصبر شيء راقِ وسامِ وصفة لا يتمتع بها أي أحد فقد ميز الله بها عباده الأقوياء فقط وأقصد بالقوة هنا قوى النفس والعقل، الإنسان الذي يستطيع التحكم في انفعالاته وردود أفعاله وينتظر بهدوء وبنفس راضية وينظر للأمور بشيء من الحكمة والتروي ويملأ قلبه اليقين والثقة بالله، وبالتالي يجد نفسه أكثر سكينة واطمئنان لذا حاول أن تكون صبورا حتى تتمتع بذلك القدر من الهدوء والسكينة التي ستجعل حياتك أكثر سعادة.
لقراءة مقال”معلومات مذهلة عن الدماغ البشري” اضغط هنا
سناء شافع وأسرار عن حياته العاطفية
جميع الحقوق محفوظة