عقاب الطفل وإخافته من وجهة نظر علم النفس

بقلم عبد الرحمن رزق

تختلف لدى الجميع طرق عقاب الطفل تبعًا لأسباب كثيرة، مثل الموقف الذي حدث وشخصية الطفل وكذلك عمره، وتلك الأساليب المختلفة تختلف في تأثيرها على الطفل، عقاب الطفل الذي يجب أن يحدث هو فقط ما يؤثر إيجابًا على الطفل، أما الأساليب المعروفة مثل الضرب والسب والتعنيف غير المبرر، فليس لها تأثير إيجابي على الطفل بل تؤذي نفسيته.

ما تأثير عقاب الطفل على نفسيته؟

الأطفال الأقل من أربع سنوات يخطئون لأنهم يريدون أن يتعلموا، فلا يزال في هذه المرحلة يكتشف العالم الذي حوله، لذلك لا يمكن أن يكون العقاب طريقة من طرق التعامل الأولى مع أخطاء الطفل، فهو لم يفعل ذلك متعمدًا، ويحتاج الإرشاد وتوجيه النصح أكثر من مرة ليتعرف على الطرق الصحيحة للتعامل مع الأشياء المختلفة، أما الأطفال في أعمار أكبر فيخطئون لأسباب أخرى مثل رغبتهم في إثبات ذاتهم وشخصيتهم، وخاصةً الأفعال التي تكون عكس إرادتك. استغلال الطفل لنقاط ضعفك مثل البكاء، شعور الطفل بالوحدة، قلة الانتباه منك، عندها يرتكب الطفل مزيدًا من الأخطاء التي يعرف أنها أخطاء ومع هذا يرغب في إثارة الانتباه. رغبته في معرفة رد فعلك وطريقة التعامل معه في وقت الخطأ، بعدها يمكنه التعامل من هذا المنظور.

إصابة الطفل بإحباط نفسي ما يدفعه للقيام بأمور مزعجة لا يفعلها في العادة، كل تلك الأسباب قد تكون دافعًا لارتكاب الطفل أخطاء كثيرة في الأعمار المختلفة، لكن المقياس الذي يأخذ به هو كيفية التعامل مع هذه المواقف واختيار العقاب المناسب في حالة الاضطرار لذلك، وعقاب الطفل يجب أن يكون آخر الحلول ليس أولها.

كيف أتعامل مع الطفل دون ضرب؟

قبل عقاب الطفل تأكد من القيام بمناقشة حول ذلك الخطأ الذي ارتكبه، وتأكد من اقتناعه أن ما فعله هو تصرف غير ملائم، نبرة الصوت وطريقة الكلام مع الطفل هي ما تجعله يريد النقاش والاستماع إليك، بالإضافة إلى ترك مساحة له للتعبير عن موقفه من ذلك الفعل الذي ارتكبه، بعدها يمكن البدء في اختيار واحد من الأساليب التالية تبعًا للموقف الذي فعله:-

١- تحمل نتائج أفعاله وذلك يكون في الأخطاء التي يمكن أن يتحمل فيها نتيجة أفعاله، مثل كسر لعبة أو سكب كوب العصير كل هذه المواقف المتكررة، فيجب أن يكون عقاب الطفل نتيجة للفعل الذي حدث، وبعد مناقشة الطفل في فعله والتأكد من إيصال الرسالة إليه عليه أن يصحح ذلك الخطأ، يمسح مثلا السجادة بنفسه، ولا يعوض بلعبة جديدة إذا كان قد كسرها متعمدًا، عندما يتحمل الطفل عواقب أفعاله يزيد هذا من استيعابه عدم تكرار الخطأ، ويعلمه الاعتماد على نفسه في أوقات تقرير الصواب والخطأ، فعليه تحمل نتائج أفعاله.

٢- كرسي العقاب كأداة لتأديب الأطفال، لكنها طريقة يعتمدها الكثير من الأشخاص التربويين، المهم هو عدم استخدامها بكثرة وفي كل المواقف التي تحدث، فهذه الطريقة لا تصلح إلا عندما يكون طفلك في حالة عصبية شديدة لا يمكنه النقاش فيها وقتها، أو يمكن استخدامها في المدارس في أوقات الاعتداء أو الضرب التي تحدث بين الأطفال، فالمعلمة لن يكون لها المساحة الكافية للقيام بأساليب أخرى، إذا استخدمت ركن العقاب كوسيلة لتأديب طفلك احرص على أن يكون المكان قريبا منك، ولا تطيل الفترة التي يجلس فيها الطفل وحده، وحثه على التفكير في خطأه في هذا الوقت، أي اجعل هذا الركن مخصصًا للتفكير في الخطأ بدلًا من كونه ركنا يشعر فيه بأنه منبوذ.

٣- التركيز على الأخطاء في كل مرة تعاقب فيها طفلك وليس على الطفل، ركز على الخطأ ولا تركز على من قام به، فالطفل يتأثر نفسيًا ويعتبر نفسه منبوذ عندما يقلل أحد منه بسبب ارتكابه أي خطأ، فهناك فرق كبير بين أن تقول لطفلك: “الضرب فعل سئ” وأن تقول له: “أنت سيئ لأنك ضربته”، ركزي دائمًا على الخطأ وانتقاد الخطأ والتفكير في الخطأ هذا ما يجعل طفلك ينضج وهو واثق في نفسه حتى مع ارتكاب تلك الأخطاء، فكل البشر يخطئون وهذا ما يجب عليه أن يعلمه، المهم تصحيح ما نخطيء فيه.

أما عن ما حدث مؤخرًا من اليوتيوبر المعروف أحمد حسن وزينب، فهو عين الجهل، فإذا كان علماء النفس لا ينصحون بعقاب الأطفال، فما بالك بإخافتهم وعمل مقالب بهم بحجة المزاح؟ تلك جريمة في حق الطفل، وقد تسبب له عقدًا نفسية عندما يكبر، غير أن الهدف من ذلك هو كسب الربح وليس إمتاع الطفل، فعندما يكبر ويكتشف ذلك سيدرك حينها أنه ظلم بأبٍ وأمٍ كهذان.

لقراءة مقال”تغير مشاعر الحب من وجهة نظر علم النفس وعلاقته بخطوبة أمير شاهين” اضغط هنا

0 0 vote
Article Rating

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
13 أغسطس، 2020

سناء شافع وأسرار عن حياته العاطفية

جميع الحقوق محفوظة

1
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x