التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي (fMRI) قادر على توضيح التغيرات في تدفق الدم التي تحدث في الدماغ، تعتمد الخلايا العصبية على الأكسجين الذي تنقله جزيئات الهيموجلوبين عبر مجرى الدم. يمكن تتبع الهيموجلوبين الذي يحتوي على الحديد بواسطة المغناطيس في أجهزة الرنين المغناطيسي الوظيفي لرسم خريطة نشاط الدماغ مما يتيح من خلال التجربة والخطأ فك تشفير الأفكار.
وفقًا لتقرير صدر عام 2006 من Science من أجل قراءة العقل ، فإن تصور شخص يتحرك داخل المنزل يؤدي إلى زيادة النشاط داخل التلفيف المجاور للحصين – وهي منطقة على شكل إصبع تقع في عمق الفص الصدغي- من ناحية أخرى فإن تخيل لعبة التنس ينشط القشرة الحركية الأمامية، كانت هذه التأثيرات كبيرة بما يكفي لاكتشافها في الوقت الفعلي باستخدام جهاز الرنين المغناطيسي الوظيفي، في الواقع أجرى الباحثون تجربة على فتاة طُلب منها التفكير في لعب التنس، أظهرت فحوصات دماغها نشاطًا متميزًا في المناطق ذات الصلة.
حث الباحثان مونتي وأوين ، عند اختبار “المريض 23” في غيبوبة أو في الحالة الإنباتية ـ عندما يكون الشخص مستيقظ لكن لا يظهر عليه أي مظاهر وعي- ، على الإشارة إلى “نعم” من خلال تخيل نفسه وهو يلعب التنس ، أو “لا” عندما يفكر في التجول في المنزل، عرضت غرفة التحكم في الماسح الضوئي عرضًا مقطعيًا لدماغ المريض، كشفت الشاشة عن مناطق مختلفة من الدماغ تستخدم كميات مختلفة من الأكسجين في الدم ، مما أدى إلى ظهور لون أحمر إلى برتقالي لامعًا، فعرف مونتي المكان الموجود في المخ تحديدا الذي يلقي عليه نظره ليحدد إشارات نعم ولا، قام بتشغيل نظام الاتصال الداخلي وشرح النظام للمريض 23 ، طرح السؤال الأول: “هل اسم والدك ألكساندر؟ أضاءت قشرة الرجل الأمامية الحركية – عندما كان يفكر في التنس – إذن نعم.
وكان السؤال الثاني “هل اسم والدك توماس؟” فأصبح النشاط في التلفيف المجاور للحصين – عندما كان يتخيل إنه يتجول في منزله- أي لا، وأجاب على عدة أسئلة بنفس الكيفية بإجابات صحيحة.
كان هذا اكتشافًا لنتائج عملية هائلة، في السنوات اللاحقة من خلال جلسات الرنين المغناطيسي الوظيفي المضنية، وجدت مجموعة أوين العديد من المرضى الذين يمكنهم التفاعل مع أحبائهم والإجابة على أسئلة حول رعايتهم الخاصة، وحسنت المحادثات من احتمالات شفائهم.
يمكن لعلماء النفس الإدراكي المسلحين بجهاز الرنين المغناطيسي الوظيفي معرفة ما إذا كان الشخص يعاني من أفكار اكتئابية؛ يمكنهم معرفة المفاهيم التي أتقنها الطالب من خلال مقارنة أنماط دماغه مع تلك الخاصة بمدرسه، أوضح نورمان عالم أعصاب أن أجهزة الرنين المغناطيسي الوظيفي لم تتقدم كثيرًا؛ بدلاً من ذلك غيّر الذكاء الاصطناعي طريقة قراءة العلماء للبيانات العصبية، وقد ساعد هذا في إلقاء الضوء على لغز فلسفي قديم حيث أن لعدة قرون لقرون كان العلماء يحلمون بتحديد مكان الفكر داخل الرأس، لكنهم واجهوا السؤال المحير حول معنى وجود الأفكار في الفضاء المادي عندما قام إيراسيستراتوس عالم تشريح يوناني قديم بتشريح الدماغ، اشتبه في أن طياته العديدة هي مفتاح الذكاء، لكنه لم يستطع تحديد كيفية تجميع الأفكار في الكتلة الملتفة أو معرفة قراءة العقل.
لقراءة مقال “مرض الفصام الأعراض والأسباب والوقاية” اضغط هنا
جميع الحقوق محفوظة
[…] لقراءة مقال “علم قراءة العقل” اضغط هنا […]