بعد اختيار الهولندي “رونالدو كومان” مدربًا لبرشلونة، وجب التنويه على بعض إنجازات كومان وهي ألقاب في ثلاث دول مختلفة، فقد حقق مدرب برشلونة الجديد نجاحًا ملحوظًا مع فريق ساوثامبتون في الدوري الإنجليزي الممتاز، لكن هل يعتبر هذا النجاح القديم له دليلًا على إمكانياته في النهوض بفريق برشلونة الكتالوني، مايزال هذا التساؤل قائمًا حتى يقطع كومان الشك باليقين.
فمدرب برشلونة الجديد فاز بالعديد من الألقاب مع فريق أياكس وبي إس في إندهوفن وبنفيكا، وألكمار وفالنسيا، لكن مدرب برشلونة الجديد منذ عام 2009 لم يصعد إلى أي منصة تتويج، كما أنه مع منتخب هولندا كان على وشك الفوز بدوري الأمم الأوروبية لكنه حصل على المركز الثاني ولم يستطع الفوز باللقب.
وعلى الجانب الفردي، فقد فاز مدرب برشلونة الجديد كومان بجائزة رينوس ميتشلز حيث تم اختياره كأفضل مدرب في الدوري الهولندي 2011-2012 مع فريق فينوورد، وقد فاز أيضًا بلقب مدرب الشهر 3 مرات غير متتاليين في الدوري الإنجليزي الممتاز، هذه كانت كل جوائز مدرب برشلونة الجديد الفردية.
على الصعيد الفني فقد قرر أن بلانز سيخلف أبيدال في منصب المدير الرياضي لـفريق برشلونة، وذلك يعني عودة صاحب قذيفة أول لقب أوروبي، فمدرب بىسلونة الجديد كومان أنهى التعاقد مع الفريق كمديرا فنيًا لـنادي برشلونة الكتالوني، واتخذ بعض القرارات في صالح الفريق رئيس برشلونة، كما أن ميسي قرر عدم الرحيل واستمرار اللعب في الفريق الكتالوني.
فمشجعي برشلونة الآن بين الكثير من التطلعات والآمال، وحسن التوقعات، فهل يستطيع مدرب برشلونة الجديد لرونالد كومان أن يسترجع لبرشلونة عصره الذهبي الذي غاب عنه منذ فترة ليست بصغيرة، وهل يستطيع اللعب بأسلوب رائع يقود الفريق للفوز بالبطولات القارية، وليس فقط التطلع إلى الفوز بنتيجة 1-0 في الدوري الإسباني؟، حيث أن الجمهور الكتالوني قد اشتاق إلى المتعة في ملعب كامب نو قاهر الخصوم.
فقد أتى كومان بعد المدرب ماوريسيو بوكيتينو الأرجنتيني وقد امتلك جيلًا رائعا مما أدى لرحيل العديد من لاعبيه إلى فرق عديدة في الدوري الإنجليزي مثل اللاعب آدم لالانا و اللاعب ديان لوفرين وأيضًا ريكي لامبرت إلى ليفربول واللعب فيكتور وانياما إلى توتنهام واللعب لوك شاو إلى مانشستر يونايتد وغير ذلك الكثير من اللعبين، وقد أصبح هؤلاء اللعبين مشهورين مع مدربهم بسبب الطريقة التي كان يلعب بها، بالإضافة إلى قوة الفريق البدنية والفنية الملحوظة، وقد حلل لي رييد مدير كرة القدم في النادي جميع البدائل المتاحة لتعويض بوكيتينو، وقام باتخاذ القرار في صيف 2014 بتعيين كومان مدربا للفريق، فقد كان كومان يحب بناء الهجمات من بداية الخط الخلفي، وهذه الفلسفة تعتمد على الاستحواذ أكبر نسبة استحواذ على مجريات المباراة والتحكم في المباراة بواسطة وسط الملعب، وقد أفصح قائلا في إحدى المؤتمرات: “أحب أن أضغط على خصومي وأن أبدأ هجماتي من الخط الخلفي، وفلسفتي في كرة القدم لن تتغير قط”.
ومن فلسفة كومان أيضًا أنه يقصد خلال التدريبات أن يجعل لاعبيه أكثر صبرا من أجل استطاعت خلق الفرص، وفقا لموقع “هو سكورد”المختص بالإحصائيات، ساوثامبتون قد سدد أقل عدد تسديدات في الدوري من خلال الهجمات المرتدة، ولم يسجل هدفا حتى من مرتدة، لأنه يعتمد أكثر على بناء الهجمات وامتلاك الكرة، حيث أن كومان يهتم كثيرا بألا يستقبل فريقه مرتدات قدر الإمكان، وأن يكون لدى لاعبيه بنية تمركز قوية تسمح لهم بالضغط العكسي على المنافس.
يهتم كومان أيضًا بالضغط العكسي من أجل استعادة الكرة في أسرع وقت ممكن حتى يستطيع فريقه استكمال الهجمة وضرب الخصم حينما لا يكون في أتم استعداده، فمعظم الفرق وقتها في إنجلترا كانت تتراجع في آخر الملعب حينما تخسر الاستحواذ ضد كومان لكن ساوثامبتون كان يضغط للأمام دائمًا ولا يتراجع قط بعد خسارة أي كرة، لأن ذلك الضغط يجعل اللاعب المنافس ليس لديه وقت لاتخاذ قراره عندما يحصل على الكرة، مما يعزز من استقرار دفاع ساوثامبتون أكثر.
من المستحيل توقع ذلك حتى بعد أن يخوض أول مبارياته، فجوارديولا في بداية تدريبه خسر أول مباراة لها أمام فريق نومانسيا الإسباني ولم يكتف بذلك وتعادل الثانية مع فريق راسينج، حيث كانت بدايته غير مبشرة وزادت الشكوك حول كفاءته التدريبية، ونحن هنا لا نشبِّه كلا المدربين ببعضهما فهناك فوارق في التكنيك التدريبي والتشكيل الفريقي، لكن مع ذلك فمسألة الحكم على كفاءة كومان التدريبية ستستغرق بعض الوقت والمباريات، بعدها نستطيع جميعًا الحكم عليه.
لقراءة مقال “هل روح الفانلة لقب يستحقه جميع الأندية أم أنه مملوك لأندية بعينيها؟!”.. اضغط هنا
جميع الحقوق محفوظة
[…] لقراءة مقال”هل يعيد كومان هيبة برشلونة مرة أخرى؟!! ” .. اضغط هنا […]