صارت الأساطير حول لعنة الفراعنة بمصر ما بين الخيال العلمي والرعب أو ما بين التصديق والتكذيب، وهل بالفعل يوجد ما يسمى بلعنة الفراعنة أم أنها أسطورة خيالية أراد البعض انتشارها للوصول لأغراض أخرى ؟
نخاف من أشياء عدة ولكن لا خوف يعلو فوق الخوف من العالم الخفي الذي يملؤه الغموض، وتعود الأساطير إلى وجود لعنات منذ قرون عدة، يرجع تاريخها إلى العصور الوسطي والفترات المبكرة الحديثة التي تنص على أن المقابر المصرية القديمة لا ينبغي العبث بها، لأنها والمومياءات المقيمة فيها تمتلك صفات غير معروفه من الشر.
وربما الحالة الأكثر شهرة حول لعنة الفراعنة حدثت عنما افتتح قبر الملك توت عنخ آمون في عام 1923 م، وأطلقت الذعر والإيمان على نطاق واسع ب”لعنة الفراعنة”، فالكثير من الأشخاص التي حضرت الافتتاح الأصلي، توفوا تحت ظروف غامضة، ولكن الحقيقة وراء ذلك ما يعرفها جيدا هو هوارد كارتر عالم الآثار الإنجليزية، وزعيم الحفريات الذي اكتشف لوح من الطين في غرفة الانتظار في المقبرة بعد أيام قليلة من الفهرسة، وعندما تم فك الرموز الهيروغليفية عليها، وجدوا أنها نصت على “أن الموت سيقتل بأجنحته كل من يخل بسلام الفرعون” ولكن ما موجود هذا السجل اليوم، ربما اختفى أو ربما أنها مجرد أسطورة اختلقت لتدعم لعنة الفراعنة.
وفي غضون سبعة أسابيع من فتح المقبرة توفي ايرل كارنارفون الذي اكتشف قبر توت عنخ أمون إلى جانب كلارك، ولكن بسبب مضاعفات لدغه بعوضه.
وقد أشار المتشككون إلى أن العديد من الأشخاص الآخرين الذين زاروا القبر أو ساعدوا علي اكتشافه عاشوا حياه مديدة وصحية، وأظهرت أحدي الدراسات أنه من بين 58 شخصا كانوا حاضرين عند فتح القبر والتابوت الحجري، توفي ثمانية فقط في غضون عشر سنوات، وكان الباقون لا يزالون علي قيد الحياة، بما في ذلك هوارد كارتر، الذي توفي من الغدد اللمفاوية 1939 م.
لم يكن كارتر يخترع فكرة من القبر الملعون، لكنه استغلها لإبعاد الدخلاء عن اكتشافه للتاريخ في الواقع، فان مقابر جميع الملوك–وليس فقط توت عنخ آمون، وقيل أن لديها بالضبط نفس “اللعنة”.
ومن الأساطير الغريبة أيضا أنه عندما اشترى مسافر بولندي اشتري اثنين من المومياءات في الإسكندرية، وشرع في رحلة بحرية مع المومياءات، فقد جزع المسافر من الرؤى المتكررة لاثنين من الأطياف، واالعاصفة التي لم تهدأ حتى ألقيت المومياءات في البحر، وكأنها كانت تصحبها لعنة الفراعنة.
أكد الباحث الأثري أحمد عامر” أنه لا يوجد في الحضارة المصرية ما يسمي ب ”لعنة الفراعنة ” وما تركه المصريون القدماء من نصوص كانت لتهديد وترهيب وتخويف اللصوص من الاقتراب والسطو على مقابرهم لسرقة كنوزهم اعتقادا منهم بما يسمى بالبعث عقب الموت، مشيرا إلى أن سارقي المقابر الأثرية قد نشروا ما يسمى بـ لعنة الفراعنة بهدف الثراء فقط وليس الشهرة ” .
كما أكدت هيئة الآثار المصرية في مناسبات عدة أن لعنة الفراعنة مجرد أسطورة حديثة غذتها بعض النصوص القديمة المكتوبة في المقبرة .
و ما زالت الحقيقة مجهولة حول اللعنة على الرغم من أن هناك العديد من الأسباب العلمية التي تنفي صحتها، ومنها أن المقبرة كونها مغلقة كل هذه الأعوام الماضية، فمن الطبيعي أن يصبح الهواء بداخلها ملوث مليء بالميكروبات وغير صحي، وعند استنشاقه يمرض الإنسان ثم يكون مصيره الموت إن كان في الحال أو بعد ذلك بأيام أو شهور، ولكن الحقيقة بعينيها لا أحد متيقن منها حق تيقن.
لقراءة مقال”التخفي “طاقية الإخفاء” حقيقة لا خيال” اضغط هنا
جميع الحقوق محفوظة